تحليل: ترامب يهدد بـ”عصر ظلام جديد” عبر تدمير التعليم والعلم

النقاط الرئيسية:
-
تحليل نشره الكاتب آدم سيرور يؤكد أن إدارة دونالد ترامب تمارس تدميراً متعمداً للعلم والتعليم والتاريخ.
-
الإدارة تهدد الجامعات بقطع التمويل الفيدرالي، من بينها جامعة هارفارد.
-
مؤسسات علمية وثقافية بارزة مثل “مؤسسة العلوم الوطنية” و”مركز كينيدي” تتعرض لهيمنة أيديولوجية.
-
العلماء والباحثون يُفصلون، والمكتبات تفقد التمويل، وقواعد بيانات الصحة العامة مهددة بالاختفاء.
-
التحليل يحذر من أن سياسات ترامب تقوّض قدرة الأمريكيين على فهم العالم.
-
الكاتب يشبّه المرحلة الحالية بانهيار المعرفة الذي أعقب سقوط الإمبراطورية الرومانية.
-
الابتكار والبحث العلمي الحكومي مهددان، ما يهدد تقدم التكنولوجيا والصحة العامة.
-
الشركات الخاصة تفضل الربح على الحقيقة، كما فعلت شركة “إكسون موبيل” في قضية التغير المناخي.
-
التحليل يندرج تحت تصنيف سياسة وتحليلات.
إدارة ترامب تُتهم بتدمير متعمّد للعلم والتعليم في الولايات المتحدة
اتهم الكاتب الأمريكي آدم سيرور في تحليل نُشر يوم الثلاثاء إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بشنّ “هجوم منظم ومدروس على مؤسسات التعليم والعلم والتاريخ”، محذراً من أن البلاد على وشك دخول “عصر ظلام جديد” يشبه ما حدث بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية.
ما هي أبرز المؤسسات التي استهدفتها إدارة ترامب؟
كتب سيرور في مقاله أن “كل أسبوع يجلب دليلاً جديداً على هذا النهج المدمر”. وأوضح أن الإدارة هدّدت الجامعات بقطع التمويل الفيدرالي، بما في ذلك المؤسسات التي تحاول الامتثال للسياسات الجديدة، مشيراً إلى أن هذا التهديد طال أيضًا جامعة هارفارد التي أُعلن رسميًا عن إلغاء جميع منحها المتبقية، وهي الآن تقاوم ذلك عبر المسار القضائي.
كما أشار إلى استهداف مؤسسات البحث العلمي الكبرى مثل مؤسسة العلوم الوطنية والمعاهد الوطنية للصحة، بالإضافة إلى مؤسسات ثقافية مرموقة مثل مؤسسة سميثسونيان ومركز كينيدي للفنون، التي أصبحت، حسب تعبيره، “منصات لأيديولوجية ترامب بدلاً من كونها منابر للتعبير الحر والحقائق التاريخية”.
كيف تؤثر هذه السياسات على حرية الفكر والبحث العلمي؟
بحسب سيرور، “هذه الحملة تطفئ شعلة الفكر الحر في جميع أنحاء البلاد”. وذكر أن المكتبات تفقد مصادر تمويلها، والعلماء الحكوميين يتم فصلهم، والمعلمين يُجبرون على الصمت، والباحثين يتم تحذيرهم من التطرق إلى مواضيع “محرّمة”. وأكد أن قواعد بيانات ضخمة تتعلق بالصحة العامة تم جمعها لعقود باتت مهددة بالزوال.
ما هي العواقب المحتملة لهذه السياسة على المجتمع الأمريكي؟
حذّر الكاتب من أن هذه الإجراءات “ستضعف قدرة الأمريكيين على فهم العالم من حولهم”، مشبهاً ما يحدث بممارسات محاكم التفتيش التي اضطهدت العلماء أمثال جاليليو. وأكد أن السلطة الحالية ترى في الحقيقة تهديداً مباشراً لهيمنتها.
وأضاف أن الأذى الذي يُلحق بقدرات أمريكا البحثية والتكنولوجية لا يمكن إدراكه بسهولة من قِبل العامة، قائلاً: “حين تحترق البنية المعرفية للدولة، فإن النتائج تكون كارثية وطويلة الأمد”.
ما دور الحكومة في دعم البحث العلمي مقارنة بالقطاع الخاص؟
رغم أن شركات خاصة تقود الابتكار، شدد سيرور على أن “الابتكار يبدأ غالبًا من أبحاث تموّلها الدولة، لأن المخاطرة في بدايات البحث لا يمكن للشركات الخاصة تحملها”. وأعطى أمثلة على ذلك مثل “الطيران التجاري، الرادار، الرقائق الإلكترونية، السفر إلى الفضاء، الأطراف الصناعية المتقدمة، الحليب الخالي من اللاكتوز، وأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي”.
وأوضح أن حتى عندما تقوم الشركات بأبحاثها الخاصة، فإنها تضع الربح فوق الحقيقة، ضارباً المثال بشركة “إكسون موبيل” التي علمت مبكراً بحقيقة التغير المناخي لكنها استخدمت نفوذها للتشكيك في هذه الحقائق.
ما هو التقييم العام للتحليل؟
ختم سيرور تحليله بتحذير شديد اللهجة قائلاً: “بينما تسعى إدارة ترامب إلى القضاء على ما تسميه بالأفكار المحرّمة، فإنها تمهّد لعصر جديد من الجهل… التاريخ قد يعيد نفسه بكارثة معرفية جديدة، تماماً كما حدث في أوروبا بعد سقوط روما”.
وأضاف أن هذه السياسات “ستُعطل قدرة المجتمع على حل المشكلات، ومنع الأمراض، ووضع السياسات، وإعلام الجمهور، والتقدم التكنولوجي”، مؤكداً أن كل ما يهم أتباع ترامب هو “الهيمنة المطلقة حتى لو كان ذلك على أنقاض الأمة”.



