تونس العاصمة

“ناجيات من الرماد”: فيلم فلسطيني يوثّق معاناة النساء الغزيات في الحرب

فلسطين- فيلم “ناجيات من الرماد” هو فيلم وثائقي فلسطيني يعرض معاناة النساء الفلسطينيات في غزة تحت وطأة الحرب الإسرائيلية. يتناول الفيلم شهادات حية لعدد من النساء اللواتي عاشوا ويلات الحرب، وقصصهن عن الفقد، النزوح، والدمار. من خلال هذه الشهادات، يستعرض الفيلم الأثر العميق للحروب على المرأة الفلسطينية، وخاصة في غزة حيث المعاناة تتضاعف بسبب الحصار المستمر والعدوان المتكرر على مدار السنوات. المخرجة ناهد أبو طعيمة، التي تقف وراء هذا العمل الوثائقي، تسعى من خلال الفيلم إلى تسليط الضوء على مقاومة المرأة الفلسطينية، وحقوقها، وأحلامها التي تتعرض للإجهاض بسبب الحروب المستمرة.

المرأة الفلسطينية تحت القصف: شهادات من الواقع

الفيلم يوثق شهادات مؤلمة لنساء من غزة فقدن أحباءهن وأطفالهن جراء القصف المستمر من قبل الاحتلال. “لا ألم يُضاهي ألم الفقد…”، بهذه الكلمات المؤلمة تروي سماح النزلة، إحدى الناجيات من الهجمات الجوية الإسرائيلية، شهادتها في الفيلم، حيث تفقد فيها أطفالها في مشهد من مشاهد المعاناة اليومية. يستعرض الفيلم أيضًا جوانب الحياة اليومية للنساء في غزة، بدءًا من الفقد إلى التهجير القسري، مرورًا بالظروف القاسية التي تعيشها تلك النساء تحت حصار غزة، مما يعكس تدمير البنية التحتية للقطاع وسلب الحقوق الإنسانية.

الفيلم يُظهر أيضًا صورًا توثق انتهاكات الاحتلال ضد المعتقلات الفلسطينيات من غزة، حيث يتعرضن للإهانة والضرب في المعتقلات الإسرائيلية. هذا التصوير يسلط الضوء على ما تواجهه النساء الفلسطينيات من اعتقال وتعذيب، وهي جزء من السياسات القمعية التي تستهدف النساء اللواتي يعتبرهن الاحتلال جزءًا من حركة المقاومة الفلسطينية. في الفيلم، تظهر أيضًا صور لنساء غزيات يتحدثن عن تجاربهن الصعبة في مراكز الاحتجاز، معربين عن تحديهن وصمودهن في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.

“ناجيات من الرماد” تسلط الضوء على المعاناة اليومية

فيلم “ناجيات من الرماد” لا يقتصر فقط على توثيق الواقع المرير، بل يحمل رسالة أمل وصمود. يبرز الفيلم كيف أن النساء الفلسطينيات هن أساس المقاومة في غزة، حيث يسهمن في الحفاظ على الحياة اليومية رغم التحديات. ويعرض الفيلم شهادات نساء أخريات قلن إنهن رغم فقدانهن لعائلاتهن، يواصلن الصمود ويعملن على رعاية الأطفال النازحين أو اليتامى الذين فقدوا أسرهم في القصف الإسرائيلي. كما تبرز شهادات النساء التي تؤكد أن الحياة في غزة رغم قسوتها، لا تزال تستمر بفضل القوة الداخلية لهؤلاء النسوة، اللائي يقاومن الاحتلال والحصار من خلال الحفاظ على الأمل في المستقبل وطن.

التأثير الدولي: دعم حقوق المرأة الفلسطينية

أوضح المخرجون أن فيلم “ناجيات من الرماد” ليس مجرد عمل فني يعرض معاناة النساء الفلسطينيات، بل هو محاولة لفتح النقاش على المستوى الدولي حول حقوق المرأة الفلسطينية. تحاول المخرجة ناهد أبو طعيمة من خلال هذا الفيلم إيصال رسالة إلى العالم بأن النساء الفلسطينيات لا يتعرضن فقط للاحتلال العسكري، بل يتعرضن لحروب نفسية واجتماعية وصحية على مدار سنوات طويلة. بحسب تصريحها لبرنامج “شغف” عبر شبكة “وطن الإعلامية”، شددت أبو طعيمة على أهمية تسليط الضوء على معاناة النساء، مشيرة إلى أن الحرب على غزة ليست حربًا على الأرض فقط، بل هي حرب ضد النساء الفلسطينيات بشكل خاص. كما أشارت إلى أن هذه النساء يتعرضن لمشاكل متعددة، من بينها القتل، الاعتقال، الاغتصاب، والتشريد الميادين.

الفيلم أيضًا يستعرض إحصائيات دقيقة تشير إلى أن نحو 10 آلاف امرأة فلسطينية قتلت في الحروب المتواصلة، مما يجعل هذا الرقم من أعلى المعدلات في العالم. واستنادًا إلى التقارير الأممية، فإن هذا الرقم مرشح للزيادة في حال استمرار الحرب على غزة. يتم توثيق هذه الأرقام في الفيلم من خلال شهادات النساء اللواتي فقدن أحباءهن على يد آلة القتل الإسرائيلية أرابيسك.

“ناجيات من الرماد” هو دعوة إلى المجتمع الدولي للتحرك لإنهاء المعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون بشكل عام، والنساء بشكل خاص. من خلال تسليط الضوء على معاناة هؤلاء النساء، يحاول الفيلم أن يجعل العالم يعيد النظر في موقفه تجاه النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ويحثه على اتخاذ خطوات عملية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى