لماذا لا يتحاور الرئيس مع النهضة ؟؟

تكاثرت الدعوات إلى الحوار الوطني، من مختلف الأحزاب و المنظمات و المجتمع المدني و الأكادميين و حتى من متقاعدي المؤسسة العسكرية ، و كانت هذه القوى تدعو الرئيس برمزيته الدستورية و الإعتبارية إلى قيادة الحوار من أجل إخراج تونس من الوضع المتأزم الذي تعيشه منذ سنوات، لكن الرئيس يرد متأخرا على دعوات الحوار، و لم يذكر أنه بادر بدعوة الأحزاب أو الشخصيات من أي جهة كانت إلى الاجتماع أو التحاور، فلماذا لا يتحاور الرئيس و لا يتجاوز ؟؟
أول الأسباب، هي أن الرئيس رافض للحوار مع منظومة يعتبرها سبب الأزمة و هي في نظره منظومة منتهية و ميتة و لا فائدة في إعادة النفخ فيها من جديد
ثانيا، يرى الرئيس أن أي حوار مع أي من الأحزاب التي يتحفظ على حضورها لأسباب سياسية و قانونية كونها منخرطة أو غارقة في الفساد، هو بمثابة شرعنة الفساد، و الجلوس مع الفساد على نفس الطاولة، هو ضرب لمبادئه التي طالما نادى بها،
ثالثا، لا يبدو الرئيس مجمّعا فهو يصطف مع شق سياسي، ضد شق آخر يعتبره فاسدا أو عليه تحفظات كبيرة و عليه فإن دعوة حزب دون آخر أو منظمة دون أخرى سيجعل من الحوار منقوصا و متجزء و بالتالي ينتهي إلى الفشل حتى قبل أن يبدأ، لهذا لم يبدأ الحوار بعد



